تغيير لون الصفحة

الأطفال والديمقراطية

الكاتب : Unknown on الأربعاء، 28 نوفمبر 2012 | الأربعاء, نوفمبر 28, 2012




هل يعني الطفل بالقضايا الساخنة بل والدامية أحيانا ؟ إننا نكاد ان نشفق على ابناءنا وهم يتابعون نشرة الأخبار وقد تخضبت الشاشة البيضاء باللون الأحمر القاني ....!
وهذه التساؤلات لابد أن ينظر إليها بعين الاعتبار فهي لا ترفض تماما التربية على المبادئ العامة للإسلام بل تسأل عن الكيفية ... وهي كيف نثير هذه القضايا .

الشورى

يستطيع المربي الفاضل أن يغرس هذا المعنى في نفوس أبنائه ... بأن يحكي القصص التي تدعمه وان يأخذ من سيرة النبي المواقف التي تؤكده ولعل أروع ما يجسد هذه الصفة هي موقف الرسول صلى الله عليه وسلم يوم صلح الحديبية وسوف تكون بارعا لو حكيتها لابنك بنبراتك المؤثرة وتبتدئ في تفصيل الحكاية ( كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في طريقهم إلى مكة للعمرة وفي الطريق ... طلبت قريش الصلح فأمر الرسول صحابته بالخروج من إحرامهم والرجوع ولكنهم كادوا يعصون أمره فماذا فعل الرسول ( وهنا تركز على الشورى ) دخل على زوجته ام المؤمنين ( أم سلمة ) واستشارها فأشارت عليه بأن يبدأ بنفسه بالتحلل من إحرامه ( بالحلق وارتداء الملابس العادية بدل ملابس الإحرام ) وحين فعل هذا تبعه الناس بلا تردد .
وتحكي لهم موقف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أخذ بمشورة سيدنا الحباب في بدر وغير موقع الجيش واستشار المسلمين عند مواجهة الأحزاب فأشار سلمان الفارسي بحفر الخندق فتزل الرسول صلى الله عليه وسلم على رأيه ... وهكذا تبرز قيمة الشورى في نفس ابنك وسترقبك عينه بعد ذلك ليرى هل انت قدوة في ذلك أم لا ...؟!
ولذلك فعليك بما يلي :
  • عمق الشورى مع زوجتك أولا وتناقش الأمور بموضوعية أمام الأبناء .... ولا تنفرد برأي دونهم ... أو تظهر أمام رغبات الأبناء بمظهر المستبد ... بل تحل بالصبر وسعة الصدر وناقش الآراء وبين الغث من السمين واضرب لهم الأمثلة وسق لهم التجارب حتى يقتنعوا .
  • تدريب الولد على الشورى وتعويده على المشاركة في صنع القرار وشجعه وحاول أن تخفف من بسط سلطاتك ونفوذك حتى يأتيك طائعا طالبا مشورتك .
  • أشرك ولدك في مناقشة الأمور العائلية التي تهم الجميع وعلمه آداب الحوار .... بأن يستمع أكثر مما يتكلم ... ولا يقاطع احدا ... وان يفهم أولا ثم يتكلم فالأحمق يتكلم أولا ثم يفكر والعاقل يفكر أولا ثم يتكلم .
  • عود ابنك كيف يختار بين البدائل وبخاصة في تلك الأشياء التي يحبها ويعايشها سواء أكانت ملابس أو ألعابا ... فلا تفرض عليه رأيك بل ناقشه بهدوء وموضوعية ووضح له الأسباب والمبررات وأظهر الاحترام والتقدير له ولرأيه وبهذا الأسلوب سوف يشعر ابنك بالرضى وتنفرج أساريره ويشعر بكيانه ولن يتعصب لرأيه بل سيمتثل لما تريد بسلاسة ولين .

ثالثا : التعاون

التعاون صفة حميدة تغرس المحبة في العائلة وتقوي أواصر أفراد المجتمع فتثمر الخير قال تعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " [ المائدة 2 ] فلا بد من نظرة أيها المربي الحكيم إلى محيط الولد والتنقيب عن العلاقات التي يجب عليه أن يتعاون فيها ولاحظ إن كان هناك انعزال أو انطواء أو خجل أو أثرة فحاول أن تعالجها . . ولنأخذ المدرسة – على سبيل المثال – فلا بد من دفع الابن إلى المشاركة في أنشطتها المختلفة من خلال جماعات النشاطات المدرسية والمتنوعة، وعرفه أن يد الله مع الجماعة وكدر الجماعة خير من صفو الفرد . . وهذا تنمو فيه بذرة التعاون وتنتج ثمرة محبة الآخرين . . وهناك مجالات كثيرة يلاحظ فيها الصغير – غير المدرسة – مثل النادي وسلوكه مع جيرانه وأقاربه.
ويمكن حثه على المشاركة في الأنشطة التي تحتاج إلى تعاون .
  • مشاركته مع أطفال الحي في تنظيف شارع مثلا أو غرس بعض الأشجار .
  • مشاركته مع والده وإخوته في تنظيف وترتيب البيت وإعداد الطعام .
  • مشاركته مع والده في شراء مستلزمات البيت .
  • مشاركته مع أصدقائه في رعاية المحتاجين وتوزيع الصدقات عليهم .


  • التعاون في تزين الشارع في المناسبات مثل رمضان والعيدين . . وغير ذلك كثير وكثير من الوسائل المبتكرة المطلوبة .

: التكافل

وهي من مكارم الأخلاق ومن صفات المؤمنين التي لا بد ان نغرسها حتى يشب الأبناء عليها فننتقي لهم من المكتبات أروع القصص التي تساهم في غرس هذه الصفة ونحدثهم عن مجتمع المدينة وكيف كان التكافل بين المهاجرين والأنصار ونقول : لم يكن للمهاجرين مال ولا سكن فكان الأنصاري يقول له : لك نصف بيتي ولك نصف مالي فأمثال هذه القصص تجعل الابن ينشأ عطوفا كريما يساعد الآخرين ولا يستنكف عنها ونربي عنده قبول المساعدة من غيره ولا ينشغل بذاته وحدها بل يهتم بشئون الآخرين ويسعد بالبذل والعطاء لهم .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكم يااصدقائي على المعلومات

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

الأطفال والديمقراطية




هل يعني الطفل بالقضايا الساخنة بل والدامية أحيانا ؟ إننا نكاد ان نشفق على ابناءنا وهم يتابعون نشرة الأخبار وقد تخضبت الشاشة البيضاء باللون الأحمر القاني ....!
وهذه التساؤلات لابد أن ينظر إليها بعين الاعتبار فهي لا ترفض تماما التربية على المبادئ العامة للإسلام بل تسأل عن الكيفية ... وهي كيف نثير هذه القضايا .

الشورى

يستطيع المربي الفاضل أن يغرس هذا المعنى في نفوس أبنائه ... بأن يحكي القصص التي تدعمه وان يأخذ من سيرة النبي المواقف التي تؤكده ولعل أروع ما يجسد هذه الصفة هي موقف الرسول صلى الله عليه وسلم يوم صلح الحديبية وسوف تكون بارعا لو حكيتها لابنك بنبراتك المؤثرة وتبتدئ في تفصيل الحكاية ( كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في طريقهم إلى مكة للعمرة وفي الطريق ... طلبت قريش الصلح فأمر الرسول صحابته بالخروج من إحرامهم والرجوع ولكنهم كادوا يعصون أمره فماذا فعل الرسول ( وهنا تركز على الشورى ) دخل على زوجته ام المؤمنين ( أم سلمة ) واستشارها فأشارت عليه بأن يبدأ بنفسه بالتحلل من إحرامه ( بالحلق وارتداء الملابس العادية بدل ملابس الإحرام ) وحين فعل هذا تبعه الناس بلا تردد .
وتحكي لهم موقف الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أخذ بمشورة سيدنا الحباب في بدر وغير موقع الجيش واستشار المسلمين عند مواجهة الأحزاب فأشار سلمان الفارسي بحفر الخندق فتزل الرسول صلى الله عليه وسلم على رأيه ... وهكذا تبرز قيمة الشورى في نفس ابنك وسترقبك عينه بعد ذلك ليرى هل انت قدوة في ذلك أم لا ...؟!
ولذلك فعليك بما يلي :
  • عمق الشورى مع زوجتك أولا وتناقش الأمور بموضوعية أمام الأبناء .... ولا تنفرد برأي دونهم ... أو تظهر أمام رغبات الأبناء بمظهر المستبد ... بل تحل بالصبر وسعة الصدر وناقش الآراء وبين الغث من السمين واضرب لهم الأمثلة وسق لهم التجارب حتى يقتنعوا .
  • تدريب الولد على الشورى وتعويده على المشاركة في صنع القرار وشجعه وحاول أن تخفف من بسط سلطاتك ونفوذك حتى يأتيك طائعا طالبا مشورتك .
  • أشرك ولدك في مناقشة الأمور العائلية التي تهم الجميع وعلمه آداب الحوار .... بأن يستمع أكثر مما يتكلم ... ولا يقاطع احدا ... وان يفهم أولا ثم يتكلم فالأحمق يتكلم أولا ثم يفكر والعاقل يفكر أولا ثم يتكلم .
  • عود ابنك كيف يختار بين البدائل وبخاصة في تلك الأشياء التي يحبها ويعايشها سواء أكانت ملابس أو ألعابا ... فلا تفرض عليه رأيك بل ناقشه بهدوء وموضوعية ووضح له الأسباب والمبررات وأظهر الاحترام والتقدير له ولرأيه وبهذا الأسلوب سوف يشعر ابنك بالرضى وتنفرج أساريره ويشعر بكيانه ولن يتعصب لرأيه بل سيمتثل لما تريد بسلاسة ولين .

ثالثا : التعاون

التعاون صفة حميدة تغرس المحبة في العائلة وتقوي أواصر أفراد المجتمع فتثمر الخير قال تعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " [ المائدة 2 ] فلا بد من نظرة أيها المربي الحكيم إلى محيط الولد والتنقيب عن العلاقات التي يجب عليه أن يتعاون فيها ولاحظ إن كان هناك انعزال أو انطواء أو خجل أو أثرة فحاول أن تعالجها . . ولنأخذ المدرسة – على سبيل المثال – فلا بد من دفع الابن إلى المشاركة في أنشطتها المختلفة من خلال جماعات النشاطات المدرسية والمتنوعة، وعرفه أن يد الله مع الجماعة وكدر الجماعة خير من صفو الفرد . . وهذا تنمو فيه بذرة التعاون وتنتج ثمرة محبة الآخرين . . وهناك مجالات كثيرة يلاحظ فيها الصغير – غير المدرسة – مثل النادي وسلوكه مع جيرانه وأقاربه.
ويمكن حثه على المشاركة في الأنشطة التي تحتاج إلى تعاون .
  • مشاركته مع أطفال الحي في تنظيف شارع مثلا أو غرس بعض الأشجار .
  • مشاركته مع والده وإخوته في تنظيف وترتيب البيت وإعداد الطعام .
  • مشاركته مع والده في شراء مستلزمات البيت .
  • مشاركته مع أصدقائه في رعاية المحتاجين وتوزيع الصدقات عليهم .


  • التعاون في تزين الشارع في المناسبات مثل رمضان والعيدين . . وغير ذلك كثير وكثير من الوسائل المبتكرة المطلوبة .

: التكافل

وهي من مكارم الأخلاق ومن صفات المؤمنين التي لا بد ان نغرسها حتى يشب الأبناء عليها فننتقي لهم من المكتبات أروع القصص التي تساهم في غرس هذه الصفة ونحدثهم عن مجتمع المدينة وكيف كان التكافل بين المهاجرين والأنصار ونقول : لم يكن للمهاجرين مال ولا سكن فكان الأنصاري يقول له : لك نصف بيتي ولك نصف مالي فأمثال هذه القصص تجعل الابن ينشأ عطوفا كريما يساعد الآخرين ولا يستنكف عنها ونربي عنده قبول المساعدة من غيره ولا ينشغل بذاته وحدها بل يهتم بشئون الآخرين ويسعد بالبذل والعطاء لهم .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

شكرا لكم يااصدقائي على المعلومات

المواضيع الجديدة