تغيير لون الصفحة

الاسرة والتغيرات الاجتماعية

الكاتب : Unknown on الأربعاء، 28 نوفمبر 2012 | الأربعاء, نوفمبر 28, 2012



يدرك الباحث أو الباحثة عند استشفاف مستقبل الاسرة المسلمة، تعدد الانماط الاسرية في العالم الاسلامي. فهناك الاسرة المستقرة، والمتحولة، وهناك الاسرة الحضرية والريفية والبدوية.
ان محاولات رصد الاسرة المسلمة، مرتبط بمعرفة تلك العوامل المؤثرة في وظيفة الاسرة وانشطتها وانواع العلاقات الرابطة بين افرادها، وننطلق من الماضي والحاضر الى ذلك المستقبل في محاولة لاستكشاف محاور التغيير في الاسرة المسلمة.
ان العوامل المؤثرة في تغييرات الاسرة كثيرة ومتعددة، منها: العوامل الجغرافية والسياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية. ولكل عامل من هذه العوامل أثره البارز في احداث تغييرات واضحة في الاسرة المسلمة.
الاسرة بحكم تكوينها ووظيفتها، عرضة للتقلبات والصراعات الخطيرة التي تحدث في المجتمع،فالحروب مثلا، تحدث اضطرابات وهزات عنيفة في العلاقات الاجتماعية والقيم الانسانية في الاسرة، وبذلك تنعكس الاحداث الخارجية على العلاقات الداخلية للاسرة.
بل إن ذلك يتعدى الى تركيبتها العامة ووظائفها الاجتماعية، ولهذا يصعب فصل الاسرة كمؤسسة اجتماعية، ورصد مساراتها المستقبلية دون الاخذ بنظر الاعتبار، النظم الاجتماعية الاخرى.
فالاسرة ذات ارتباط وظيفي  ببقية مؤسسات المجتمع لانها خلية اجتماعية لها وظائف ذاتية خاصة بها، ووظائف اخرى ضمن اطار المنظومة الاجتماعية.
وبذلك تكون هذه الخلية مؤثرة في سير المجتمع من ناحية، وتتلقى التأثير من نواحي أخرى، تبرز في مقدماتها العوامل الثقافية والاقتصادية.
والتغيير في الاسرة ليس عملية ذات ابعاد قصيرة وانما هي مرتبطة بتغيرات سياسية وعقائدية واقتصادية كبرى تعكس واقعها على الاسرة، تركيبا ووظيفة، ولهذا فان المدى الزمني لتوقعات مستقبل الاسرة يجب أن يمتد الى عدة اجيال قادمة لنرى صحة بعض التوقعات المستقبلية، كما ترصد في الحاضر.
ان موضوع دراسة مستقبل الاسرة المسلمة من الاتساع بمكان بحيث يصعب معه تحديد عناصره، ورصد واقعه، ومعرفة المؤثرات الداخلة في تفاعله.
فالاسرة المسلمة الممتدة من الشرق الى الغرب، تتفاوت مستويات معيشتها، كما تتباين ظروفها السياسية والثقافية الى حد التعارض والتناقض.
_ العوامل الاجتماعية
العقود القادمة ستشهد تحولا تدريجيا في مستويات تركيب الاسرة ووظائفها، نتيجة الهجرات الواسعة من حياة الريف الى المدن.وقد يكون هذا الامر قد بدأ فعلا في بعض البلدان الاسلامية، لكن الحديث عن العالم الاسلامي بعمومه وليس عن دولة خاصة، ولا نلك هنا ونحن نتحدث في مستقبل الاسرة الا ان ننوّه باهمية التخطيط في عملية التحول من البداوة الى المناطق المدنية، بالنقلة المفاجئة القسرية ستشهد خلخلة في القيم الدينية وتحللا في العلاقات الاجتماعية، مما ينعكس على نفسية الفرد ويقلل من انتاجيته ومساهماته.
۳- العوامل الاقتصادية:
يعتبر العامل الاقتصادي من اكثر العوامل استخداما في نظريات التغيير الاجتماعي، فطبيعة العمل ومصدر الدخل وامكانية الحصول على السلع هي التي تحكم العلاقات الاقتصادية بين الناس، وهي التي تشكل محور اهتمام الاسرة،
وعلى الرغم من أهمية هذا العامل فان وضعه -كعامل وحيد في احداث التغييرات الاجتماعية- فيه كثير من المبالغة.
ان استشفاف مستقبل العوامل الاقتصادية، يوحي بوضع مأساوي تعيشه المجتمعات الاسلامية مستقبلا في ظل الفوارق المعيشية الصارخة بين أبنائها، فالاسرة التي تعيش في وفرة مادية في عصرنا الحاضر ستميل الى الانماط الاستهلاكية، واستيراد المواد الكمالية، الوفرة المادية صعوبة بالغة، وسيتضح ميل هذه الاسر الى تقليد النموذج الغربي في العلاقات الاسرية، وفي العادات الاجتماعية ومعايير السلوك غير المتزن، وبذلك نتوقع أن يكون الميزان في مستقبله راحجا لصالح تلك المجتمعات التي لا تملك المجتمعات اكثر تماسكا، واوضح في تحديد الهوية الاسلامية في سلوكها وأنماط علاقاتها.
ويمكننا توقع مستقبل الاسرة المسلمة في المجتمعات ذات الوفرة المادية عند عدم وجود خطط واعية لتلك الاسرة، فان وجدت البرامج الاعلامية للتوعية بين الناس في مجال تحديد الهوية، والابتعاد عن الانماط السلوكية الغربية والتحرر من سمات الاستهلاك والحث على الانتاج كقيمة حياتية، حيث سيؤثر ذلك التحول حتما على مسلك الاسرة المسلمة في المستقبل المنظور.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لكم يااصدقائي على المعلومات

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

الاسرة والتغيرات الاجتماعية



يدرك الباحث أو الباحثة عند استشفاف مستقبل الاسرة المسلمة، تعدد الانماط الاسرية في العالم الاسلامي. فهناك الاسرة المستقرة، والمتحولة، وهناك الاسرة الحضرية والريفية والبدوية.
ان محاولات رصد الاسرة المسلمة، مرتبط بمعرفة تلك العوامل المؤثرة في وظيفة الاسرة وانشطتها وانواع العلاقات الرابطة بين افرادها، وننطلق من الماضي والحاضر الى ذلك المستقبل في محاولة لاستكشاف محاور التغيير في الاسرة المسلمة.
ان العوامل المؤثرة في تغييرات الاسرة كثيرة ومتعددة، منها: العوامل الجغرافية والسياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية. ولكل عامل من هذه العوامل أثره البارز في احداث تغييرات واضحة في الاسرة المسلمة.
الاسرة بحكم تكوينها ووظيفتها، عرضة للتقلبات والصراعات الخطيرة التي تحدث في المجتمع،فالحروب مثلا، تحدث اضطرابات وهزات عنيفة في العلاقات الاجتماعية والقيم الانسانية في الاسرة، وبذلك تنعكس الاحداث الخارجية على العلاقات الداخلية للاسرة.
بل إن ذلك يتعدى الى تركيبتها العامة ووظائفها الاجتماعية، ولهذا يصعب فصل الاسرة كمؤسسة اجتماعية، ورصد مساراتها المستقبلية دون الاخذ بنظر الاعتبار، النظم الاجتماعية الاخرى.
فالاسرة ذات ارتباط وظيفي  ببقية مؤسسات المجتمع لانها خلية اجتماعية لها وظائف ذاتية خاصة بها، ووظائف اخرى ضمن اطار المنظومة الاجتماعية.
وبذلك تكون هذه الخلية مؤثرة في سير المجتمع من ناحية، وتتلقى التأثير من نواحي أخرى، تبرز في مقدماتها العوامل الثقافية والاقتصادية.
والتغيير في الاسرة ليس عملية ذات ابعاد قصيرة وانما هي مرتبطة بتغيرات سياسية وعقائدية واقتصادية كبرى تعكس واقعها على الاسرة، تركيبا ووظيفة، ولهذا فان المدى الزمني لتوقعات مستقبل الاسرة يجب أن يمتد الى عدة اجيال قادمة لنرى صحة بعض التوقعات المستقبلية، كما ترصد في الحاضر.
ان موضوع دراسة مستقبل الاسرة المسلمة من الاتساع بمكان بحيث يصعب معه تحديد عناصره، ورصد واقعه، ومعرفة المؤثرات الداخلة في تفاعله.
فالاسرة المسلمة الممتدة من الشرق الى الغرب، تتفاوت مستويات معيشتها، كما تتباين ظروفها السياسية والثقافية الى حد التعارض والتناقض.
_ العوامل الاجتماعية
العقود القادمة ستشهد تحولا تدريجيا في مستويات تركيب الاسرة ووظائفها، نتيجة الهجرات الواسعة من حياة الريف الى المدن.وقد يكون هذا الامر قد بدأ فعلا في بعض البلدان الاسلامية، لكن الحديث عن العالم الاسلامي بعمومه وليس عن دولة خاصة، ولا نلك هنا ونحن نتحدث في مستقبل الاسرة الا ان ننوّه باهمية التخطيط في عملية التحول من البداوة الى المناطق المدنية، بالنقلة المفاجئة القسرية ستشهد خلخلة في القيم الدينية وتحللا في العلاقات الاجتماعية، مما ينعكس على نفسية الفرد ويقلل من انتاجيته ومساهماته.
۳- العوامل الاقتصادية:
يعتبر العامل الاقتصادي من اكثر العوامل استخداما في نظريات التغيير الاجتماعي، فطبيعة العمل ومصدر الدخل وامكانية الحصول على السلع هي التي تحكم العلاقات الاقتصادية بين الناس، وهي التي تشكل محور اهتمام الاسرة،
وعلى الرغم من أهمية هذا العامل فان وضعه -كعامل وحيد في احداث التغييرات الاجتماعية- فيه كثير من المبالغة.
ان استشفاف مستقبل العوامل الاقتصادية، يوحي بوضع مأساوي تعيشه المجتمعات الاسلامية مستقبلا في ظل الفوارق المعيشية الصارخة بين أبنائها، فالاسرة التي تعيش في وفرة مادية في عصرنا الحاضر ستميل الى الانماط الاستهلاكية، واستيراد المواد الكمالية، الوفرة المادية صعوبة بالغة، وسيتضح ميل هذه الاسر الى تقليد النموذج الغربي في العلاقات الاسرية، وفي العادات الاجتماعية ومعايير السلوك غير المتزن، وبذلك نتوقع أن يكون الميزان في مستقبله راحجا لصالح تلك المجتمعات التي لا تملك المجتمعات اكثر تماسكا، واوضح في تحديد الهوية الاسلامية في سلوكها وأنماط علاقاتها.
ويمكننا توقع مستقبل الاسرة المسلمة في المجتمعات ذات الوفرة المادية عند عدم وجود خطط واعية لتلك الاسرة، فان وجدت البرامج الاعلامية للتوعية بين الناس في مجال تحديد الهوية، والابتعاد عن الانماط السلوكية الغربية والتحرر من سمات الاستهلاك والحث على الانتاج كقيمة حياتية، حيث سيؤثر ذلك التحول حتما على مسلك الاسرة المسلمة في المستقبل المنظور.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

شكرا لكم يااصدقائي على المعلومات

المواضيع الجديدة